العربية للطاقة: العقوبات على روسيا ترفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها في 3 أشهر والتكلفة ستصبح أكبر على المشترين في الهند والصين
الارتفاعات أتت مدفوعة بالمخاوف بشأن إمكانية نقص إمدادات النفط الروسية وتراجع الصادرات
قال الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أيه.إي.أو) – أوابك سابقا – جمال اللوغاني اليوم الأربعاء إن قرار تشديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على قطاع الطاقة في روسيا كان له دور رئيسي في وصول أسعار النفط الخام الآجلة إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أشهر.
وأضاف اللوغاني في تصريح أن أسعار عقود خام برنت ارتفعت في نهاية الأسبوع الثاني من شهر يناير الجاري بنسبة 2ر4 في المئة على أساس أسبوعي لتصل إلى 76ر79 دولار للبرميل كما ارتفعت أسعار عقود خام غرب تكساس الأمريكي بنسبة 5ر3 بالمئة لتصل إلى 57ر76 دولار للبرميل.
وأوضح أن هذه الارتفاعات أتت مدفوعة بالمخاوف بشأن إمكانية نقص إمدادات النفط الروسية وتراجع صادرات النفط الروسية متوقعا أن تصبح التكلفة أكبر على المشترين الرئيسيين في الهند والصين.
وذكر أن هذا القرار يدفع مصافي تكرير النفط الخام الصينية والهندية نحو السعي للحصول على مزيد من النفط من دول الشرق الأوسط وأفريقيا والأمريكيتين مما قد يساهم بشكل كبير في تعزيز الأسعار وارتفاع تكاليف الشحن نتيجة تقليص أسطول الناقلات المتاحة لنقل النفط الخام من روسيا بشكل كبير في الأمد القريب.
وبين أن أسعار النفط الخام الفورية لدول الشرق الأوسط وأفريقيا والبرازيل ارتفعت بالفعل خلال الأشهر الأخيرة تزامنا مع ارتفاع الطلب من الصين والهند وتقلص إمدادات النفط الخام من روسيا وإيران وارتفاع تكلفتها.
ونوه اللوغاني بإصدار مجموعة شاندونج الصينية أخيرا إشعارا يحظر على السفن النفطية الخاضعة للعقوبات الأمريكية دخول الموانئ الرئيسية التابعة لها والواقعة على الساحل الشرقي للصين ما قد يقيد وصول واردات النفط الروسية والإيرانية.
وقال إنه نتيجة لذلك قد تتحول الصين وهي المشتري الرئيسي للنفط الخام الإيراني إلى شراء النفط الخام الثقيل من دول الشرق الأوسط كما قد يرتفع طلبها على النفط الخام الكندي.
وأشار إلى ارتفاع واردات الهند من النفط الخام الروسي بنسبة 5ر4 بالمئة خلال عام 2024 لتصل إلى 8ر1 مليون برميل يوميا أي ما يمثل نحو 36 في المئة من إجمالي واردات الهند كما ارتفعت واردات الصين من النفط الخام الروسي بما في ذلك إمدادات خطوط الأنابيب بنسبة 2 في المئة لتصل إلى 2ر2 مليون برميل يوميا أي ما يمثل نحو 20 في المئة من إجمالي واردات الصين خلال نفس الفترة.
وأكد أن استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية الحالية سيكون لها آثار سلبية كبيرة على أسواق الطاقة العالمية لافتا إلى أن تنامي هذه التوترات سيؤدي إلى تهديد أمن الطاقة العالمي من خلال تعطيل إمدادات النفط والغاز وحدوث تقلبات حادة في الأسعار وزيادة تكاليف الإنتاج والنقل.
ولفت إلى أن تلك الاضطرابات يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة مما يساهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية على الصعيد العالمي.
وأقرت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة الماضي حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على قطاع الطاقة في روسيا حيث تم فرض مجموعة من العقوبات على شركتي (غازبروم) و(سورغوتنفتيغاز) وهما من أكبر منتجي النفط في روسيا.
وشملت العقوبات أكثر من 180 ناقلة تحمل النفط الروسي وعددا من تجار النفط ومقدمي خدمات حقول النفط وشركات التأمين ومسؤولي الطاقة في روسيا فضلا عن حظر مشروعين نشطين للغاز الطبيعي المسال ومشروع نفط روسي كبير وشركات تدعم صادرات الطاقة الروسية.
ووفقا لقرار العقوبات تم السماح للشركات والتجار بإجراء بعض المعاملات لتصفية الارتباطات المتعلقة بقطاع الطاقة الروسي حتى يوم 12 مارس المقبل مع حظر تقديم الخدمات الأمريكية المتعلقة باستخراج وإنتاج النفط الخام ومنتجات البترول الأخرى إلى روسيا اعتبارا من 27 فبراير 2025.